كات بيرنز

إذا وضعت مرآة لتعكس أكثر الجوانب إرضاء لجيل الألفية وأبرزها، ودمجتها في صورة مثالية لفنان بوب، فمن المؤكد أنك لن تجد تجسيدًا لتداخلات وتوجهات جيل الألفية بشكل شامل ودقيق أكثر من كات بيرنز في موسيقاها وشخصيتها. فكات مغنية وكاتبة أغاني، تبلغ من العمر 22 عامًا وحقَّقت نجاحًا كبيرًا بتحقيقها المرتبة البلاتينية. تنحدر من منطقة ستريتهام في جنوب لندن. وتتميز بعبقريتها الفنية في كتابة الأغاني الرشيقة والكلمات الحوارية الصادقة، وتتميز ألحانها بأنها مألوفة جدًا وكأنها بوحي من السماء. وقد ساهمت موسيقاها المتميزة في أن تتصدر أغانيها قائمة الأغاني الفردية وأكسبتها العديد من الجوائز ليزداد تألقها وتصير ظاهرة العام. وتعتبر أسطوانات «كات»، بفضل ترشيحها لجائزة ""بريتس رايزينج ستار"" المرموقة، واختيارها ضمن قائمة «بي بي سي» في استطلاع أفضل الأصوات الموسيقية لعام 2023، وتعيينها كفنانة رئيسية في قائمة ""رادار العالمية"" للفنانين في سبوتيفاي، هي الأكثر مبيعًا في المملكة المتحدة لعام 2022.

حققت كات، خريجة مدرسة ""بريت"" شهرتها بفضل أغنيتها المشهورة ""Go” واسعة الانتشار والتي أصدرتها عام 2020، والتي أصبحت ظاهرة على منصة تيك توك العالمية في أوائل عام 2022، حيث أصبحت كات، ابنة ستريثام، محط الأنظار. واحتلت المركز الثاني في قائمة الأغاني الرسمية، متنافسة مع هاري ستايلز وكيت بوش على المركز الأول.

وبفضل أغنيتها ""Go"" حصلت «كات» على الشهادة البلاتينية وحصدت قاعدة جماهيرية واسعة ومخلصة. أصبحت هذه الريمكسات موضوعًا رائجًا للقلوب الكسيرة وحصلت على العديد من تقييمات الأغاني، بما في ذلك تعاون خاص مع الفنان سام سميث، الحائز على العديد من الجوائز، والذي أصبح الآن على علاقة مع «كات» الآن.

وصدر ألبومها، الذي انتظره الجمهور بشغف، في مايو 2022، وهو يتألف من 6 أغانٍ تستكشف تعقيدات الصحة النفسية بين جيلها وتعرض نظرة تأملية لحياتها بطريقة تجمع بين الاحتفال والتفكر الذاتي. وتقول: ""هويتي نفسها متشابكة جدًا مع موسيقاي"". وتتناول أغنية ""الاختفاء""، من الألبوم، فكرة أخذ فترة راحة للصحة العقلية وأن تصبح ""شبحًا لفترة قصيرة"". وأحيت «كات»، احتفالًا بإصدارها الألبوم، ثلاث حفلات كبيرة بيعت تذاكرها بالكامل، حفلتان منها في OMEARA بلندن، والثالثة في معهد ديف بمانشستر، حيث قابلت جمهورها وجهًا لوجه للمرة الأولى بعد أن غيرت الجائحة وجه العالم الذي كنا نعرفه. كان وكان حفل «كات» المباشر هذا العام حفلًا ضخمًا بالنسبة لفنانة من طرازها. بعد دعمها للفنانة «ماي مولر» من لندن في حفلها في المملكة المتحدة، واختار النجم العالمي «إد شيران» الفنانة «كات» لافتتاح جولته ""جولة الرياضة العالمية"" Mathematics Global Tour. وبعد سلسلة العروض الافتتاحية المكثفة في جميع أنحاء أوروبا مع ""العمة إد"" كما تحب هي أن تسميها، استُقبِلَت «كات» استقبالًا حارًا لدى عودتها في حفلة KOKO التي بيعت تذاكرها بالكامل، وكانت أكبر حفلاتها. تتجه مخططات الحفلات الموسيقية الحية لعام 2023 بالفعل نحو كات؛ حيث ستدعم سام سميث في جولته الرئيسية ""Gloria"" التي ننتظرها بشغف في أبريل المقبل، وستلتقي مرة أخرى مع إد شيران في جولته الأمريكية لـ ""Mathematics Global Tour"" في الصيف.

وكما هو الحال في كل أغاني «كات بيرنز»، فإنها تكشف عن نفسها بشكل تدريجي أو غير متوقع. حيث تعلن في عام 2020 عن هويتها الجنسية، متصالحة مع نفسها. وقالت: ""بعد أن تصالحت مع هويتي ثم تعلمت المزيد عن تاريخ مجتمع المثليين، وأصبح لذلك تأثير على مسارها الفني. وأدركت أهمية أن يشعر الناس باندماجهم في الموسيقى، حتى لو كان هذا التغيير بسيطًا. وأطلقت بشكل مفاجئ أغنية ""Free"" على منصتها في أواخر عام 2021، وقد احتضنها مجتمع المثليين بأذرع مفتوحة.

ومن عروضها في مهرجان برايتون المشهور إلى حصولها على جوائز ""الموسيقى"" و""النجم الصاعد في الموسيقى"" من مجلة Attitude ومجلة GAY TIMES في حفلاتهم الرسمية لعام 2022، وعرضها التاريخي في رويال فوكسهول لبرنامج Pride TV للقناة الرابعة التليفزيونية، تقود الحركة لتمكين الشباب الإبداعيين السود المثليين للتألق والظهور بشكل مميز.. فهي تعبِّر عن جميع جوانب شخصيتها بغض النظر عن العِرْق أو الهوية الجنسية أو الصحة النفسية. فكات تكشف عن الجوانب المتعددة والمعقدة لتجربة جيل الألفية (Gen Z) من خلال فنها. ولكن هذا لا يعني أن كات ليست فقط فنانة واعية وجادة في أعمالها، بل أيضًا تتمتع بروح مرحة تمكنها من الاستمتاع والتسلية في حياتها وفنها. فهي تقول: ""أنا لست مغنية واعية ترغب فقط في عمل الأغاني حول كل قضية خاصة الشائكة منها. بل أنا أيضًا لا أأخذ الكثير من الأمور بجدية"". وصوت «كات بيرنز» الصادق والمتأمل يوثق عالمًا من حولها بشكل أصيل، وهي في طليعة جيل جديد لا يخاف من أن يأخذوا مكانًا في عالم الموسيقى الشعبية بأسلوبهم الخاص بهم. فتقول: ""أعتقد أن الناس بحاجة لسماع شخص مثلي أنا، يقدم لهم مثل هذا النوع من الموسيقى"". سواء كانت الأغاني بإيقاع بطيء وتأملي مثل ""sleep at night""، وهي قصيدة غنائية تصور كات وهي تتغلب على الصعاب وتختار أن تفعل ذلك بكرامة وثبات، أو كانت أغاني حماسية ذات نكهة روحية مثل ""people pleaser""، فإن كات بيرنز تنجح في جعل صوتها يشعر ويتوحد بالشخصية في الوقت ذاته. تقول: ""أنا دائمًا أسعى للنمو وأن أصبح شخصًا أفضل""، وتعتبر أن موسيقاها تعكس ذلك بسبب تأملها وصدقها وصراحتها. كانت الموسيقى دائمًا جزءًا من حياة «كات» ونشأتها. تقول: ""كنت دائمًا أغني؛ كنت دائمًا محاطة بالموسيقى"". ولما رأت عائلتها موهبتها، ورعت مواهبها، حيث كانت والدتها تشارك في كورال الإنجيل طوال طفولة كات. ومنذ ذلك الحين، قدموا عروضًا مشتركة عندما عادت «كات» إلى بداياتها في العزف في شوارع لندن وغنت الأغاني بمصاحبة فرقة الإنجيل ووالدتها. وفي عام 2014، قامت كات بيرنز بالسير على خطى فنانين بعينهم من حقبة زمنية معينة مثل أديل وإيمي واينهاوس وإف كاي تويغز، بصفتها طالبة في مدرسة بريت للفنون. ويشير ذلك إلى أنها كانت تتبع آثار هؤلاء الفنانين الروَّاد وتستلهم منهم في مسيرتها الفنية وتطورها كفنانة.

تعتقد أنها كانت المتقدمة الوحيدة التي اختارت أغنية جيمي هندريكس ""All Along The Watchtower""  (طوال فترة المراقبة ) كجزء من تجربتها في الاختبار. ولدى «كات» تنوع في الأذواق، فهي تستمد الإلهام من الموسيقى الإنجيلية وفنانين مثل كيرك فرانكلين بالإضافة إلى الموسيقى القوية والمعبّرة لفرقة Destiny's Child. وكانت تتعلم التقنيات الصوتية من خلال الاستماع إلى الموسيقى الكنسية والموسيقى الشعبية في الراديو في الوقت ذاته، مما يشرح جزءًا من رشاقتها البسيطة والمعبّرة عن روحها. أصدرت أول ألبوماتها المنفردة ""Adolescent"" في عام 2016، ونجح في احتلال المرتبة 11 في قوائم المغنيين وكتّاب الأغاني في غضون 24 ساعة فقط، مما جعلها فنانة ناشئة يجب متابعتها. وصدرت لها أول أغنية ""Sober"" عام 2018. وعندها مهارة خاصة، ككاتبة أغاني، هي اكتشاف الأعماق العاطفية في الحياة اليومية. فتقول: ""أنا مراقبة للناس عن كثب، وألاحظ السمات التي المشتركة بينهم جميعًا""، وتُعزَي نبالتها ووعيها الزائد لطريقتها في سرد القصص بصدق بكلماتها. ""أعتقد أن ذلك كان مفيدًا جدًا عند كتابة الأغاني حول المواقف التي رأيتها وعاشرتها أيضًا"". إنها موهبة شابة رائعة ومتألقة تجد صوتها أثناء اجتيازها سنوات عمرها العشرين المبكرة، فهي تمثل صوت شباب اليوم: الثقة الهدوء، الذكاء الفطري، والثقة الخالية من التكبُّر. ومع تأكيد عام 2023 لنجاح «كات بيرنز» الكبير، فهي مستعدة للاستفادة من المكانة الفائقة لنجمة المستقبل التي تنتظرها ما استطاعت إلى ذلك سبيلًا.